الأزمة في سوريا .. النظام ما زال قوياً والمعارضة مشتتة – DW – 2012/1/18
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأزمة في سوريا .. النظام ما زال قوياً والمعارضة مشتتة

١٨ يناير ٢٠١٢

الأزمة السورية وصلت إلى منعطف خطير. فالمجتمع الدولي في حيرة من أمره والنظام السوري لا يقبل بأي تنازلات. أما المعارضة السورية فهي في وضع لا تحسد عليه، فهي لا تزال مشتتة وتنتظر الدعم الخارجي لإقناع المواطنين في الداخل.

https://p.dw.com/p/13l5A
المخاوف بدأت تزداد الآن في سوريا من انجراف البلاد إلى حرب أهلية لا تحمد عقباهاصورة من: Reuters

الأحداث الداخلية السورية تسير باتجاه غامض، سواء داخل سوريا أو خارجها، فالسوريون أنفسهم منقسمون إلى قسم يؤيد النظام وقسم آخر يعارضه، فيما يبحث المجتمع الدولي عن مفتاح حل أزمة العنف هناك. والآن بدأت المخاوف تزداد من انجراف البلاد إلى حرب أهلية لا تحمد عقباها.

فقد نجحت المعارضة السورية في السيطرة على بعض المناطق في البلاد، والمعارك بين مسلحي المعارضة وقوات الجيش النظامي مستمرة في عدة مدن. كما أن بعثة المراقبين العرب لم تحقق شيئاً ملموساً، بل ازداد عدد ضحايا النزاع منذ قرار الجامعة العربية بإرسال مراقبيها. أما الأمم المتحدة فهي مقيدة بالعرقلة الدائمة من قبل روسيا والصين، اللتان تشغلان العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي.

نظام الأسد لا يزال قوياً

الرئيس السوري بشار الأسد ظهر بصورة مفاجئة في وسائل الإعلام الحكومية مرتين متتالية خلال ساعات قليلة الأسبوع الماضي، في محاولة منه لإثبات قوته، بعد تواريه عن الأنظار في الأشهر الأخيرة. ويشير الخبراء إلى أن الأوضاع الحالية، إذا ما استمرت على هذه الوتيرة، ستعطي دفعة إيجابية لنظام الأسد، وستزيد من فرص بقائه في السلطة. فالكثير، ومن ضمنهم خصومه السياسيون كالغرب وإسرائيل ودول الخليج، يتخوف من اندلاع شرارة الحرب في سوريا، التي قد تشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وقد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.

Syrien Demonstration gegen Präsident Baschar al-Assad in Baba Amro in der Nähe von Homs
كرر بشار الأسد تهديده بسحق الاحتجاجات المستمرة منذ عدة شهور ضد نظامهصورة من: Reuters

إضافة إلى ذلك، فإن الخوف من العنف بدأ يسود البلاد حالياً، بسبب استمرار العمليات المسلحة وازدياد مخاطر انزلاق البلاد إلى الحرب الأهلية والتخوف من الحركات الإسلامية المسلحة، التي استغلت الفوضى وتدهور الأوضاع الأمنية ونشطت في بعض المناطق. كذلك يعتمد نظام الأسد على الكثير من أتباعه من الأقلية العلوية، وعلى الكثير من المستفيدين من نظامه من السنة والمسيحيين.

قدرة الجيش السوري الحر على إسقاط النظام

النظام السوري الحاكم بقي متماسكاً رغم الاحتجاجات الأخيرة ولم يشهد انشقاقات كبيرة في صفوفه، كما يشير الخبير الدولي في الشؤون السورية جوزيف كيشيشيان. ويوضح كيشيشيان أن عدد المنشقين عن النظام، الذين يشغلون مناصب عليا في الدولة، كأعضاء برلمان أو دبلوماسيين مرموقين أو رجال دين، قليل جداً، وبالتالي لا يعدون تهديداً كبيراً لنظام الأسد.

ويشير الخبير الدولي أيضاً إلى وجود تمرد واضح داخل الجيش النظامي السوري، إلا أنه يتساءل حول قدرة هذه القوات، التي شكلت فيما بعد نواة الجيش السوري الحر، على إسقاط نظام الحكم في سوريا. فالقوات التي تحافظ على بقاء النظام، ألا وهي القوات الخاصة والقوات الأمنية المكلفة بحماية النظام تحت إشراف ماهر الأسد، شقيق بشار، موالية تماماً للنظام. كما تدعم النظام الحاكم المليشيات الدموية المسلحة، التي يطلق عليها اسم الشبيحة. وترتبط جميع هذه القوات والمليشيات ببقاء النظام.

الجيش السوري الحر، الذي تأسس في شهر أغسطس/ آب الماضي، قام بعدة عمليات مسلحة ضد القوات النظامية، ونجح في إيقاع بعض الخسائر في القوات والمؤسسات التابعة للنظام السوري. لكن حجم هذا الجيش وتأثيره يبقى غير معلوم، إذ يتحدث البعض عن أربعين ألف مقاتل، والبعض الآخر عن نصف هذا العدد.

Syrien Assad Rede Januar 2012
بشار الأسد لا يجد صعوبة في معاداة بقية العالمصورة من: dapd

الأسد: معاداة بقية العالم

لا يوجد هناك ضوء في نهاية النفق السوري، ولا توجد مؤشرات لحل الأزمة هناك. ولا يجد بشار الأسد صعوبة في معاداة بقية العالم، إذ وصف، في كلمته مؤخراً، الاحتجاجات في سوريا بأنها "محاولة من الغرب وبشتى الطرق لإسقاط نظام الحكم في سوريا، ولم يتبقى للغرب الآن سوى القيام بعمليات عسكرية، ما سيتم، وبشكل محزن، مع قوى عربية متعاونة، التي هي أشد كرهاً للنظام السوري من غيرها الغربية".

تصريحات الأسد هذه جاءت كرد فعل منه على تصريحات أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي طالب فيها بتدخل عسكري في سوريا. إضافة إلى ذلك لم يعد النظام السوري مرتبطاً بعلاقات جيدة مع الجامعة العربية سوى مع العراق والجزائر ولبنان.

المعارضة السورية، في وضعها الحالي، لا تستطيع إخافة نظام الأسد، فهي تعاني من الانقسام والتشتت ولا تمتلك خطة واضحة لإدارة البلاد في فترة ما بعد نظام الأسد. وهي بذلك غير قادرة على إقناع المترددين في سوريا لمساندتها، وتعوّل بدلاً من ذلك على التغيير من الخارج وعلى التدخل العسكري الغربي في سوريا.

أولريش لايدهولدت/ زمن البدري

مراجعة: ياسر أبو معيلق