اختيار الطالباني يرسي حقبة جديدة في تاريخ العراق وصدام يراقب الحدث عبر شاشات التلفاز – DW – 2005/4/7
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اختيار الطالباني يرسي حقبة جديدة في تاريخ العراق وصدام يراقب الحدث عبر شاشات التلفاز

أداء جلال الطالباني اليوم لليمين الدستورية كأول رئيس عراقي كردي ينهي حقبة هيمن فيها حزب البعث على الحياة السياسية في العراق. هل خطر في بال صدام أن من سيخلفه على رئاسة العراق سيكون كرديا واحد ألد أعدائه؟

https://p.dw.com/p/6U4a
اكراد يحتفلون بالرئيس الجديدصورة من: AP

لا شك أن الأخبار الواردة تباعا من العراق تحمل للشعب العراقي في طياتها مزيجا من الأمل والمرارة: الأمل بتحول نسمات الحرية التي بدأ عبيرها يفوح مع تشكيل أول انتخابات حرة ديمقراطية في العراق في 30 يناير/كانون الثاني الماضي الى رياح تغير قوية تفضي إلى خلق ديمقراطية حقيقية في أحد أكثر البلدان توترا وعنفا في العالم. واليوم يزاح الستار من جديد عن فصل آخر من فصول العراق ما بعد صدام وذلك بانتخاب زعيم الحزب الوطني الكردستاني العراقي جلال الطالباني رئيسا للجمهورية العراقية. أما المرارة فسببها الأخبار المتواردة عن استمرار أعمال العنف المروعة ضد المدنيين من النساء والأطفال الذي لا حول لهم ولا قوة. وقد انتظر الشعب العراقي اللحظة التي يتم فيها اختيار رئيسه ورئيس وزرائه من قبل ممثلي الشعب المنتخبين بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع نهجهما.

متابعة صدام للحدث عبر التلفاز

Saddam Hussein: Erste Anhörung vor irakischem Sondertribunal
صدام حسين ولعبة الذكرياتصورة من: AP

وقد أوردت وكالات الأنباء خبرا لا يخلو من الطرافة والرمزية وهو متابعة الرئيس العراقي المخلوع صدام الحسين لجلسة الجمعية الوطنية العراقية التي تم فيها انتخاب الطالباني رئيسا للعراق. فما هي يا ترى الأفكار والذكريات التي خطرت ببال صدام حسين وهو يرى أحد ألد أعداء الأمس يتربع على كرسيه، وان كان هذا الكرسي مختلفا تماما من حيث الصلاحيات الموكلة لصاحبه ومن حيث طريقة وصوله اليه. لا شك أن الحدث يشكل انتصارا للأكراد،ولكنه انتصار لكل العراقيين أيضا، لان ذلك من شأنه أن يضمن وحدة العراق وسلامة أراضيه كما انه يرسخ مبدأ الاختيار الديمقراطي الحر لأي مسئول عراقي في أي منصب. صدام حسين يراقب اليوم اختيار الطالباني وسيراقب غدا اختيار الجعفري وبعدها غيرهم وغيرهم. هؤلاء سيذهبون وسيجيء غيرهم كما هو الحال في أي مجتمع ديمقراطي حقيقي، لكن يبقى السؤال الذي سيجيب عليه هؤلاء بعد فترة من الزمن: كيف اصبح العراق في عهدهم؟ وهل تحققت وعود الحرية والإصلاح أم بقيت مجرد شعارات للذكرى والمزاودة؟ لن يحكم أحد على الطالباني والجعفري من منطلق كونه كردي أو شيعي أو سني، وانما من منطلق إنجازاته للعراق وشعبه.

ردود فعل إقليمية ودولية مرحبة

Mohammad Khatami, Iran, spricht zu Studenten
ايران ترحب باي رئيس ينسيها ذكريا صدام المؤلمةصورة من: AP

قام المجلس الرئاسي الثلاثي الجديد المكون من الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبيه غازي عجيل الياور وعادل عبد المهدي اليوم باداء اليمين القانونية واضعين أيدهم على القرآن الكريم أثناء حفل أقيم في البرلمان العراقي في بغداد. وقوبل انتخاب مجلس الرئاسة العراقي بالترحيب الواسع إقليمياً ودولياً، فقد رحبت تركيا بانتخاب الطالباني رغم مخاوفها من التطلعات الانفصالية لدى أكراد العراق. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه يتوقع أن تضمن الحكومة العراقية الجديدة عدم سيطرة الأكراد وحدهم على مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمالي العراق. كما دعا وزير الخارجية عبد الله غل الرئيس جلال الطالباني إلى "الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية." وفي واشنطن رحب الرئيس الأمير كي جورج بوش بالمجلس الرئاسي الجديد واعتبر أنه يمثل خطوة مهمة في المرحلة الانتقالية التي يمر بها العراق الآن في مشواره إلى الديمقراطية. وفي هذا السياق عرض الرئيس الإيراني محمد خاتمي اليوم على جلال طالباني مساعدة بلاده مؤكدا أن انتخابه رئيساً للعراق هو "مصدر فرح" له. وجدد خاتمي الدعوة إلى قيام عراق "حر ومستقل" في رسالته إلى الزعيم الكردي. ومن المعروف أن الطالباني يرتبط بعلاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية. والجدير بالذكر أن إيران طالبت أكتر من مرة برحيل قوات الاحتلال من العراق، إلا أن فوز التحالف الشيعي بأغلبية الأصوات في الانتخابات العراقية الأخيرة يعتبر فوزاً مرحلياً يخدم نفوذ الجمهورية الإسلامية الشيعية التي ساعدت الشيعة العراقيين والأكراد المعارضين للرئيس السابق صدام حسين في كفاحهم الطويل ضد نظامه المستبد.

تكليف الجعفري بتشكيل الحكومة الجديدة

Ministerpräsident Ibrahim al Dschaafari und Allawi
الجعفري يتلقى التهاني من رئيس الحكومة السابق علاويصورة من: AP

وفي غضون ذلك كلف الرئيس العراقي جلال الطالباني وفقا للدستور العراقي المؤقت إبراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الإسلامية، وأحد قادة قائمة الائتلاف العراقي الشيعية بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وقد سبق ذلك تقديم رئيس الوزراء المؤقت إياد العلاوي لاستقالته. ومن المقرر أن يكون لرئيس الحكومة ثلاثة نواب، قد يكون أحدهم زعيم المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي، وآخر كردي وثالث اما تركماني أو سني عربي. وفي تصريح له بعد تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة الجديدة قال الجعفري: "أتطلع أن أرى في حكومتي وزراء من كلا الجنسين، من النساء والرجال، عربا وأكرادا وتركمان وآخرين من كل القوميات". وأضاف أن "الوزارة لا تستطيع أن تنهض دون مقومات مثل الكفاءة والخلفية الوطنية والنزاهة". كما أنه أكد أن الملف الأمني سيكون في قمة أولوياته، إضافة إلى محاربة الفساد الإداري والإرهاب. ويذكر أن الفترة المحددة للجعفري لتشكيل حكومته هي شهر واحد، لكنه سيعمل من اجل إنجاز هذه المهمة خلال أسبوعين. وانْ تم التصديق على حكومته من قبل الجمعية الوطنية، فسيكون الجعفري أول رئيس وزراء منتخب ديموقراطيا في العراق. ويواجه الجعفري المولود في مدينة كربلاء الذي يوصف بالبراغماتية والمرونة السياسية تحديات كبيرة أبرزها السيطرة على الاوضاع الامنية المتدهورة وتحريك عجلة الاقتصاد العراقي الذي عاني من الحروب لاكثر من 20 عاما.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد