إذاعة عراقية "للمحبة" في زمن العنف والإرهاب – DW – 2005/7/14
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إذاعة عراقية "للمحبة" في زمن العنف والإرهاب

نساء عراقيات يضعن حجر الأساس لأول إذاعة نسائية في الوطن العربي. الوضع الأمني المتردي أهم الصعوبات التي تواجه إذاعة "المحبة" والعاملات فيها يؤكدن لموقعنا: لن نتراجع عن السعي لإيصال صوتنا إلى نساء وطننا العراق

https://p.dw.com/p/6v0X
نعم للمساواة بين الرجل والمرأة.... رسم ينادي بتعزيز حقوق المرأةصورة من: UN

في بادرة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، وضعت نساء عراقيات في آب/ أغسطس من العام الماضي حجر الأساس لإذاعة تحمل اسم "إذاعة المحبة" وتهتم قبل كل شيء بقضايا المرأة العراقية ويتركز اهتمام العاملين فيها على معالجة المشاكل التي تعاني منها نساء العراق في ظل الوضع الأمني المتدهور هناك. ومن استوديوهات الإذاعة المتواضعة المدعومة من منظمة الأمم المتحدة تبث أصوات نسائية على مدى ثمان ساعات في اليوم برامج متنوعة عن اهتمامات النساء العراقيات، إضافة إلى مناقشات على الهواء تتعلق بالأسرة والأمور التربوية، ولكنها في الوقت ذاته تخصص برامج لمعالجة القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة والمعاناة التي تتعرض لها النساء العراقيات في ظل الاحتلال، ناهيك عن برامج أخرى تتخصص في التطرق إلى طموحات وأحلام الأجيال النسائية الشابة.

"المحبة" ستكون قادرة على المنافسة

Symbolbild: Demokratie in der arabischen Welt, Wahlen auch für Frauen
ونعم لحق المرأة في الانتخابصورة من: AP

وفي لقاء خاص مع موقعنا قال محمد فادر أحد المسؤولين في الإذاعة التي تبلغ نسبة النساء فيها أكثر من 75% إن فكرة إنشاء هذا المنبر النسائي لم يأت بسبب تقصير الإذاعات الأخرى في معالجة قضايا المرأة العراقية، بل أن الدافع لإنشائها هو "اسماع صوت المرأة العراقية وحثها على لعب دور أكبر في المجتمع وخاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن في الوقت الراهن." وعما إذا كان بامكان هذه الإذاعة البقاء على قيد الحياة والمنافسة، قال المسؤول "إنها لن تكون قادرة على المنافسة فحسب، بل أنها ستحقق في المستقبل نجاحات كبيرة"، عازيا تأكيده الطموح هذا إلى خصوصية الإذاعة وتركيزها على مشاكل وقضايا مغيبة في المجتمعات العربية وإلى إيمان الزميلات القائمات على برامجها إيمانا قاطعا بنجاحها وبذل جميع الجهود اللازمة لترجمة التجربة الفتية إلى لغة الواقع والمساهمة في بناء عراق المستقبل.

... والصعوبات لن تكبح جماحنا

Irakische Frauen
فتيات عراقيات في بغدادصورة من: AP

وعن الصعوبات التي تعترض عمل طاقم الإذاعة قال فادر إن الوضع الأمني المتردي الذي تشهده الأراضي العراقية هو أكبر صعوبة تقف في وجه العاملين والمسؤولين فيها، مؤكدا في الوقت ذاته أنه رغم التهديدات اليومية التي تعاني منها العاصمة العراقية، يصر العاملون والعاملات في الإذاعة على نجاح الفكرة والمضي قدما نحو تطويرها لكي تكون قادرة على إيصال صوت النساء العراقيات إلى الناس. وتطرق المسؤول إلى المشاكل اللوجستية الناتجة عن الاحتلال مثل تعطل شبكة التيار الكهربائي وقلة الأجهزة وكذلك إلى قلة تقبل الناس إلى مراسلات الإذاعة والمشاكل التي تواجه العاملات فيها في عملهن الميداني، في إشارة منه إلى الجانب الاجتماعي للمشكلة. وفي هذا الشأن أكدت لينا (ح) إحدى العاملات في الإذاعة على الصعوبات التي فندها بشأن الوضع الأمني الصعب الذي يمر به العراق، قائلة: "لن يكبح أحد جماح العاملات فيها ولن يمنعهن من مواصلة الطريق إلى هدفهن المنشود وهو إيصال صوتهن إلى النساء العراقيات."

أهدافنا واضحة

irak_wahlen4_frauen_waehlen.jpg
نساء عراقيات أمام صناديق الاقتراعصورة من: ap

أما عن أهداف المشروع الفريد من نوعه فهي حسب المسؤول "إيصال رسالة إلى المرأة العراقية تتضمن أنها الأساس في بناء الوطن العراقي وتشجيعها على أخذ دورها الحقيقي في المجتمع والتصدي لجميع محاولات تهميشها. أما بخصوص اهتمامات المرأة العراقية، فقد قالت لينا (ح) إن أهم هدف تسعى إليه المرأة في الوقت الحاضر هو "تثبيت حقوقها في الدستور العراقي، أولا كامرأة وثانيا كمواطنة وتوجيه رسالة إلى الجمعية الوطنية."

لا للعنف ضد النساء

irak_wahlen2_frauen_in_schl.jpg
نساء عراقيات إلى صناديق الاقتراعصورة من: ap

وعن ظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع العراقي قال محمد فادر أن هذه الظاهرة موجودة في الأوساط غير المتعلمة وقبل كل شيء في المناطق الريفية البعيدة عن المدن. أما في المدن الكبيرة فإن المرأة أخذت حقوقها وخاصة في المجالات التعليمية والثقافية والاجتماعية. وأكد المسؤول أن أهم الأهداف التي تتبعها الإذاعة هي محاربة هذه الظاهرة والتصدي لها، سواء من خلال توعية المرأة ورسم الطريق أمامها لكي تستطيع الدفاع عن حقوقها أو من خلال القول للرجل إن العنف ضد زوجته أو ضد شقيقته أو قريبته ليس الحل الصحيح. وعلى صعيد الحركة النسوية العراقية المعروفة بدورها الريادي في المجتمع المدني العراقي قال فادر إن المنظمات والمراكز النسائية في الأراضي العراقية كثيرة جدا لدرجة أن عددها يتراوح في العصمة بغداد لوحدها بين 75 و 100 منظمة النسائية.

تقرير: ناصر جبارة