أقباط تساورهم المخاوف من مستقبل الأوضاع في مصر – DW – 2012/9/25
  1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أقباط تساورهم المخاوف من مستقبل الأوضاع في مصر

ماتياس سايلر/حسن ع. حسين٢٥ سبتمبر ٢٠١٢

يخاف المسيحيون في مصر من سلطة الإسلام السياسي في البلاد. ويشكو سكان أحد أحياء القاهرة الذي يقطنه مسيحيون ومسلمون في القاهرة، من تأثير "خطباء الكراهية" وتقليص حرية التعبير عن الرأي وتأثير الكنسية القبطية المتشددة.

https://p.dw.com/p/16DvV
Gottesdienst in al Muallaga, der wohl ältesten koptischen Kirche Kairos. Foto: Andreas Boueke, November 2011, Kairo, Ägypten
صورة من: DW

يبدو حي إمبابا للوهلة الأولى كبقية أحياء القاهرة الفقيرة: أبواق السيارات القديمة التي تزحف ببطء في شوارع الحي تصم الآذان. والباعة المتجولون يحتلون كل متر مربع من الشوارع. ولكن عندما يلاحظ المرء كنيسة في الحي، يعلم أن الكثير من المسيحيين يسكنون في هذا الحي أيضا. وشهدت إحدى الكنائس في الحي، وهي كنيسة العذراء مريم، في العام الماضي هجوما من قبل بعض المتشددين الإسلاميين، أسفر عن حرقها، وباتت الكنيسة منذ ذلك الوقت مشهورة محليا وعالميا.

أمام الكنيسة يقف هاني عدلي ذو 29 ربيعا، وهو شاب قبطي ترعرع في الحي، ومنذ نعومة أظاهره يواجه مظاهر التمييز الديني وضيق الأفق. "في حي إمبابا تم تربية مجاميع من الإسلاميين المتطرفين. فالظروف الاجتماعية في الحي تساعد على نشر إيديولوجيتهم. إنهم يراقبون تفكير الكثير من السكان هنا من خلال الخطب ومن خلال استغلال توزيع المواد الغذائية بأسعار رخيصة"، كما يقول هاني.

Ägypten (Kopten-Reportage für Montag 24.9.12) (Hany Adly vor der Jungfrau Maria Kirche in Imbaba (Kairo); 21.9.12; mögliche Bildunterschrift: Hany Adly arbeitet in einem Kulturzentrum) Rechte: Alle Copyrights by Matthias Sailer
هاني عدلي مجبر على سماع خطب الكراهية حتى داخل منزلهصورة من: Matthias Sailer

ويرى هاني في الفقر المفقع وانخفاض مستوى التعليم السبب الأساسي في انتشار التطرف. فحوالي 40% من المصريين يعيشون تحت مستوى خط الفقر. و يرتفع عدد الفقراء في حي إمبابا أكثر من ذلك بكثير. عن ذلك يقول هاني عدلي :"إذا كنت فقيرا ولا تملك مالا والوحيد الذي يساعدك في هذه الظروف هو راديكالي متطرف، عندها لا تفكر بالأمر كثيرا، فتفكيرك ينحصر بشؤون عائلتك".

زيادة عدد الأئمة المحرضين على الكراهية

وتبدو الصورة واضحة بالنسبة لهاني، فالفقراء وغير المتعلمين يرتبطون من خلال ظروفهم بالمتطرفين ويتم تضليلهم. في الكثير من الجوامع يتم تلقين الفقراء فهما إسلاميا يفضي بأن المسيحيين بشر من الدرجة الثانية. وفي مثل هذه الأجواء لا يوجد مجال لإيمان معتدل، ومن يصف نفسه بالليبرالي يكون في أعين المتشددين كافرا. لهاني الكثير من الأصدقاء المسلمين الذين لا يفكرون بهذه الطريقة. بيد أن زيادة عدد الأئمة المحرضين على الكراهية في جوامع الحي يقلقل هاني كثيرا. ومنذ أن تم نصب مكبر صوت تابع لجامع قريب من منزله، يستمع هاني كل يوم جمعة إلى خطب محرضة على الكراهية. عن ذلك يقول هاني "نصب مكبر الصوت بالقرب من بيتي خرق لحرياتي الشخصية، لكني لا أملك حق الاعتراض، هكذا هو الأمر. و لو كان الأمر يخص أداء الصلوات فقط، لما اعترضت إطلاقا. ولكن عندما تستمع على مدار ساعتين إلى هجوم إمام الجامع على المسيحية، فهذا أمر آخر".

استياء من تفكير الكنسية المحافظ

Ägypten (Kopten-Reportage für Montag 24.9.12) (Mina Maher in einem Straßencafe in Imbaba (Kairo); 21.9.12; mögliche Bildunterschrift: Mina Maher studiert Medizin und ist in Imbaba aufgewachsen) Rechte: Alle Copyrights by Matthias Sailer
مينا ماهر متفائل بمستقبل الكنيسة القبطية في مصرصورة من: Matthias Sailer

يلتقي هاني صديقا له في مقهى على أحد أرصفة شوارع الحي. في الجدار المقابل للمقهى في الجانب الآخر من الشارع لا يزال ملصق الحملة الانتخابية لآخر رئيس وزراء في نظام مبارك أحمد شفيق عالقا. الكثير من المسيحيين صوتوا لصالحه خوفا من صعود الإخوان المسلمين ولكون أحبار الكنسية القبطية دعوا إلى دعمه. لكن الشباب المسيحي ينتقد موقف الكنسية القبطية منذ سنوات المؤيد لنظام مبارك. وهناك مجالات أخرى تتعرض الكنيسة فيها لنقد الشباب. فعدد المسيحيين المعارضين لموقف الكنيسة المتشدد من الطلاق في تزايد مستمر، حيث تعترف الكنيسة بالطلاق فقط في حالة الخيانة الزوجية. في هذا السياق يقول هاني:"من يريد الطلاق لأسباب أخرى عليه أما يغير مذهبه، أي أن يتحول إلى بروتستانتي أو كاثوليكي، أو أن يغير دينه ويصبح مسلما". ويضيف هاني أن موقف الكنيسة من هذا الأمر متشدد جدا.

الموقف الجبري هذا يسبب الكثير من الاضطرابات، فليس نادرا أن تعتنق نساء مسيحيات الإسلام من أجل إنهاء حياة زوجية غير سعيدة. وما حدث في كنسية العذراء مريم كان قد سبقه حادث من هذا النوع. ويعترض صديق هاني، مينا ماهر، أيضا على بعض جوانب الفكر المحافظ للكنيسة القبطية، لكنه يبقى على المستوى البعيد متفائلا: " للأسف لا تزال الأغلبية تتبع الفكر التقليدي للكنيسة. لكن ذلك لا يدوم طويلا، فأقلية اليوم تتحول في يوم ما إلى الأكثرية. لأنهم سيقرون بأنه لا مفر من الانفتاح ونبذ التشدد.

epa03152241 Christian priests stand next to the coffin with the body of Pope Shenouda III, the head of Egypt's Coptic Orthodox Church, during funeral service at the Abassiya Cathedra in Cairo, Egypt, 20 March 2012. Thousands of people packed the cathedral for the funeral of Pope Shenouda III, who died on 17 March at the age of 88. Several bishops are to escort Shenouda's body by military plane to St Bishoy Monastery in the north of the country for the burial. EPA/KHALED ELFIQI Schlagworte CHURCHES (ORGANISATIONS), CHURCHES (ORGANISATIONS)
الشباب القبطي ينتقد الموقف المحافظ للكنسيةصورة من: picture-alliance/dpa

حرية الرأي تقاس بمعيارين

لكن معظم مشاكل الأقلية القبطية في مصر لا تتعلق بالكنيسة. هاني يشكو بشكل خاص من الكيل بمعيارين عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير عن الرأي. ويوضح في هذا السياق: أنه يجد نفسه مجبرا لسماع خطب الأئمة المحرضة ضد المسيحيين عبر مكبرات الصوت بالقرب من بيته من جانب، ولكن ومن جانب آخر يتم اعتقال المسيحيين الذين يشاهدون الفيلم المسيء لنبي الإسلام محمد على الفيسبوك. وهذا ما حدث فعلا للقبطي ألبرت صابر، فبعد أن حاصرت مجموعة من المتشددين بيته، قامت الشرطة باعتقاله. وفيما يخص الفيلم المسيء يذهب مينا إلى ابعد من ذلك، حيث يتهم الراديكاليين من المسلمين "بأنهم يحمًلون المسيحيين مسؤولية كل ما يجري. الكثير منهم يقول إن القبطيين هم الذين أنتجوا الفيلم المسيء، ولهذا يستحقون ما يحدث لهم الآن. إنه نموذج لطريقة المتشددين المسلمين".

لذلك ليس من الغريب أن يخاف الكثير من  أقباط حي إمبابا من الرئيس الجديد للبلاد محمد مرسي و من صعود الإخوان المسلمين. فلا هاني ولا مينا يثق  بقدرته على تحسين أوضاع الأقباط. رغم وجود الكثير من الفرص أمام الإخوان المسلمين لتحسين ظروف الأقباط، وربما يكون قانون البناء الذي يساوي بين بناء المساجد والكنائس إشارة واضحة للمصالحة بين الجانبين.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد